أنّ فريضة المودة هذه متعلقة بأهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله ، فمودتهم تستوجب محبتهم ومحبتهم تستوجب تقديمهم ، وتقديمهم يستوجب مولاتهم ، فأين مودة هؤلاء الذين انتهكوا حرمة فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، أم أنّهم مستثنون من تلك المودة؟ ولماذا أُعفي عن قبرها وهي التي من المفترض أن تكون بجانب أبيها؟ لا شك أن من خلص معدنه وصفي باطنه سيدرك المعنى جيدا ، ( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الاْخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا )[١].
لهذا وذاك أودّ أن أوجّه ندائي إلى عامّة هذه الأمّة المغلوبة على أمرها والمضيّعة لحقوقها والتاركة لواجباتها ، من أن يتوقفوا وقفة تأمل ، وليسألوا أنفسهم كما سألنا أنفسنا نحن : ماذا لو كان الخطّ الذي يسلكونه منحرفاً؟ لأنّ الشك طريق إلى اليقين. وليبحثوا بعدها في الحجج التي ذكرتها ، وأثبتها غيري ، فإنّني على يقين من أنّهم سيدركون الحقيقة بكلّ يسر بمشيئة الباري سبحانه وتعالى ، والحمد لله أولا وأخيراً.