وتدخّل عبد الله ليقول : إنّ الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله الكاملة ، هي التي أحدثت في داخلي التحوّل الكامل نحو الحقّ ، الذي عليه المسلمون الشيعة الإماميّة الاثني عشريّة ، فالصلاة التي أمر الله تعالى بها عندما نزلت الآية : ( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )[١].
والتي بيّن النبي صلىاللهعليهوآله كيفيتها في الرواية المشهورة :
عن أبي مسعود الأنصاري أنّه قال : « أتانا رسول الله صلىاللهعليهوآله في مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله أنْ نصلّي عليك يا رسول الله ، فكيف نصلي عليك؟ قال فسكت رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى تمنينا أنّه لم يسأله ، ثمّ قال : قولوا : اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد ، كما صلّيت على إبراهيم ، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد ، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين ، إنّك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم » [٢]. فهذه الصلاة هي الصلاة الصحيحة الواجب ذكرها تماماً كما وردت ، دون إحداث أيّ تغيير فيها ، لأنّ تغيير أيّ شي ورد فيه نص من الباري تعالى ، أو جاء فيه حديث صحيح من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، يعتبر تحريفاً وتغييراً للشريعة المقدسة ، بمعنى أنّنا إذا أردنا أنْ نصلّي على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، لا بدّ أنْ نتّبع تعاليم الوحي وصاحبه ، فنقول : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، وعندما يذكر النبيّ في حضرتنا ، أو نسمع اسمه حتّى من بعيد نقول : صلىاللهعليهوآلهوسلم ; لأنّ هذه الصيغة هي الصلاة الصحيحة الكاملة.
[١] الأحزاب : ٥٦. [٢] صحيح مسلم ٢ : ١٦ ، مسند أحمد ٥ : ٢٧٤ ، سنن الترمذي ٥ : ٣٨ ، واللفظ لأحمد.