responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 52

بعض معالم دائرة الانغلاق تلك، فإنّه بالإمكان للمسلم أنْ يتجاوز المألوف، وبذلك يتمكن من رؤية دائرة أوسع من التي ألِفها، فيتّسع أفق المعرفة لديه، ويتحرّر من تركيبة الشخصيّة السفيانيّة التي وضعت إحداثياتها منذ العصر الأول للإسلام، فكان أنْ بُني عليها الانحراف عن الحقّ والحقيقة حتّى صار شيئاً طبيعيّاً ومألوفاً عند المسلمين، بل إنّك إذا ما طرحت موضوعها بين الناس المنغلقين صرت أنت الخارج عن المألوف المارق عن طريق الآباء والأجداد.

كيفيّة العلاج من أجل التغيير:

وعلاجُ هذه الشخصيّة يبدأ من ذاتها، فإذا أدرك المسلم أنّه عبدٌ لله تعالى، وأنّ عمله وسلوكه يجب أنْ يكون لله تعالى ويصبّ في مرضاته، وأنّه عبد عاجز وضعيف يجهل حقائق الإيمان والعقيدة، ولا يمكن أنْ يتعلّمها من إنسان جاهل مثله، ولكنْ من خلال مَنْ عصمهم الله تعالى، وجعلهم للناس أئمّة يقتدون بهم وبهديهم.

وإذا أدرك أنّ هذه الدنيا مرحلة بناء وأعداد لما بعدها، وأدرك حقيقة الموت وسؤال القبر والوقوف بين يدي الله تعالى، وأدرك حقيقة الثواب والعقاب والجنّة والنار، وأنّ الله تعالى سوف يسأله عن عمره وعلمه واعتقاده وسلوكه، فإذا أدرك كلّ ذلك مع وجود الإخلاص لله تعالى في البحث والطلب والعمل، ومع ضرورة وجود الاستعداد النفسيّ والعقليّ والروحيّ لقبول الحقّ أينما وجد، والاعتراف بالحقيقة مهما كلّفت، فإنّ دائرة الانغلاق لشخصيّة المسلم سوف يخترقها الفكر، وتتوسّع مع ذلك دائرة البحث، وتزداد إمكانيّة الوصول للحقّ والحقيقة، وبذلك يكون الإدراك والإخلاص والاستعداد هو المرحلة الأولى من العلاج للتحرّر من الانغلاق والجمود

نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست