نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، صلاح الدين جلد : 1 صفحه : 325
ذكراهم، وتعظيم شعائر الله فيهم وبهم كما أمر الله تعالى وطلبا لمرضاته ، واستحقاق ثوابه، ونيل جزائه ، قال تعالى: { وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ }[1]. صدق الله العلي العظيم.
حديث لا تشدّ الرحال وعلاقته بالمزارات الشريفة:
اشتهر عند العامّة حديث يروونه على لسان رسول الله(صلى الله عليه وآله)، يمنع من السفر وشدّ الرحال الى أيّ مسجد بقصد زيارة المسجد، واستثنوا من ذلك المسجد الحرام في مكّة، والمسجد النبويّ الشريف، والمسجد الأقصى.
فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجد الرسول(صلى الله عليه وآله)، ومسجد الأقصى[2].
هذا الحديث استنبط منه علماء أهل السنّة ومنهم ابن تيمية، عشرات الأحكام المتناقضة، أذكر لك بعضاً منها.
قال ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري: وفي هذا الحديث فضيلة هذه المساجد ومزيّتها على غيرها، لكونها مساجد الأنبياء، ولأنّ الأوّل قبلة الناس وإليه حجّهم، والثاني كان قبلة الأمم السالفة، والثالث أسّس على التقوى. واختلف في شدّ الرحال إلى غيرها كالذهاب إلى زيارة الصالحين أحياء وأمواتاً، وإلى المواضع الفاضلة لقصد التبرّك بها والصلاة فيها، فقال الشيخ أبو محمد الجويني: يحرم شدّ الرحال إلى غيرها عملاً بظاهر هذا الحديث، وأشار القاضي حسين إلى اختياره، وبه قال عياض