responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 117

شخصية رسول الله في القرآن تتناقض مع كتب الحديث:

ثمّ إنّك لو نظرت إلى صحاح أهل السنّة والجماعة، وكذلك في كتب السيّر والمغازي لوجدت أنّهم يجعلون من شخص رسول الله(صلى الله عليه وآله) شخصيّة دون العاديّة، وهذا ما يتناقض كليّاً مع منزلته الشريفة ومقامه الرفيع الذي اختاره الله تعالى له، وكذلك يتناقض وبشكل واضح مع الآيات القرآنيّة التي كشفت عن علوّ مقامه(صلى الله عليه وآله) في الأخلاق والسلوك والعلم والشجاعة والعدل وما إلى ذلك من مقامات تسمو عن مقامات البشر، بل إنّها لا يمكن أنْ تكون محلاً للمقارنة معها، وهذا واضح جليّ في مئات الآيات القرآنيّة الكريمة، نذكر معاً بعضاً منها على سبيل المثال.

قال تعالى مخاطباً رسوله الكريم وحتّى يدرك الناس جميعهم في كلّ وقت وحين، قال تعالى في سورة القلم : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[1] . وهي تشهد بعلوّ وسموّ مقامه الأخلاقيّ الرفيع، الذي شهد له به كلّ الناس قبل البعثة عندما كان يلقّب بالصادق الأمين، وبعد البعثة عندما سُئلت عائشة عن خلقه(صلى الله عليه وآله) فقالت: "كان خلقه القرآن" [2].

وقال تعالى في سورة الفتح : { إِنَّا أَرْسَلناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ? لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } [3]. وهنا الأمر الإلهي بتعظيمه(صلى الله عليه وآله) وتوقيره من قبل كلّ المسلمين، حتّى تبقى منزلة النبوة ومقام الرسالة حاضراً أمامهم، وحتّى يتذكّروا على الدوام أنّه يعلو عليهم ويسمو عنهم فلا يقاس به أحد.


[1] القلم : 4.

[2] مسند أحمد 6 : 91، 163 ، 216، المعجم الأوسط 1 : 30.

[3] الفتح : 8 - 9.

نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست