كنت أفكر : هذا هو الحق! وهو أتباع كُلّ
ما ينصّ عليه الكتاب والسنة ، ويؤكد عليه العقل والاجماع ، ويدلل عليه العرف
والفطرة ليس إلاّ ، وتنسج فحوى براهينه أدلة ثابتة ليس هناك إلى إبطالها أيّما
طريق .. والأكثر من هذا كله ، فإنّي أنا الآخر صرت لا أدري ما أفعل ، أجدني مرة
كذلك استفز نفسي ، وأجدني أُخرى أميل إلى أفكار الشيعة ، لأ نّها كثيراً ما تناسب
لون تفكيري وطبيعة تصوري عن الأشياء! وفي لحظات أُخرى ، يصارعني الحنين إلى مذهبي
وإلى تعاليمه ، وإلى طبيعة مناسكه ، وأتذكر وكأني وما زلت أذكر صلاة التراويح ، وكلمة
آمين : كيف يرددها الجمع في الصلاة ، وغيرها كثير .. وهل يمكنني فراقها والتخلي
عنها؟! حتّى كأنّها أصبحت قطعة مني .. وفي لحظة أُخرى أردت فيها أن أصرخ بوجه كُلّ
من مازن ونبيل ، لا لشيء إلاّ لأنهما مازن ونبيل اللذين عرفتهما!
قال نبيل :
ـ « ما علينا إلاّ أن نذهب إلى مجموعة
من علماء أهل السنة! ».
فقلت له :
ـ « ولو أخبرتك ، إنك لو قابلت أحدهم ،
لساءك الحال ، ولرجوت اللّه أنّه لم يدعك تفكر بمثل هذه الأفكار ، ولا للحظة واحدة
من قبل ».