حتّى يردا عليّ
الحوض. ثُمّ قال : إن اللّه عزّ وجلّ مولاي ، وأنا مولى كُلّ مؤمن ، ثُمّ أخذ بيد
علي ، فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ...
وذكر الحديث بطوله ، ولم يتعقبه الذهبي في التلخيص » [١].
» إنّ الشيعة متفقون على اعتبار التواتر فيما
يحتجون به على الإمامة ، لأنها عندهم من أصول الدين ، فما الوجه في احتجاجهم بحديث
الغدير مع عدم تواتره عند أهل السنة؟ وإن كان ثابتاً من طرقهم الصحيحة؟ ».
قالت
:
ـ « إنّ تواتر حديث الغدير مما تقضي به
النواميس التي فطر اللّه الطبيعة عليها ، شأن كُلّ واقعة تاريخية عظيمة يقوم بها
عظيم الأمة ، فيوقعها بمنظر وبمسمع من الالوف المجتمعة من أمته من أماكن شتى
ليحملوا نبأها عنه إلى من ورائهم من الناس ، ولا سيما إذا كانت من بعده محل
العناية من أسرته وأوليائه في كُلّ خلف حتّى بلغوا بنشرها وإذاعتها كُلّ مبلغ ، فهل
يمكن أن يكون نبؤها والحال هذه ، من أخبار الآحاد؟ كلا! بل لا بدّ أن ينتشر انتشار
الصبح ، فينظم حاشيتي البر والبحر .. لأنك لن تجد لسنة اللّه تحويلاً ».
قلت
لها :
ـ « ماذا تعنين؟ ».
قالت
:
ـ « إنّ حديث الغدير كان محل العناية من
اللّه عزّ وجلّ ، إذ أوحاه تبارك وتعالى إلى نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وأنزل فيه قرآناً يرتله المسلمون آناء الليل وأطراف النهار ،
[١] كما أخرجه
الحاكم في مستدركه ٣ : ٥٣٣ ، والإمام أحمد في المسند ٤ : ٣٧٢ ، والنسائي في خصائصه
: ٢١ ، ومسلم في صحيحه ٢ : ٣٢٥ وغيرها من المصادر.