وروى الامام مالك: أن عمر بن الخطاب حين قدم الشام، شكا إليه أهل الشام وباء الارض وثقلها، وقالوا: لا يصلحنا إلاّ هذا الشراب، فقال عمر: اشربوا هذا العسل، قال: لا يصلحنا العسل، فقال رجل من أهل الارض: هل لك أن نجعل لك من هذا الشراب شيئاً لا يسكر ؟ قال: نعم، فطبخوه حتى ذهب منه الثلثان وبقي الثلث، فأتوا به عمر، فأدخل فيه عمر اصبعه ثم رفع يده، فتبعها يتمطط، فقال: هذا الطلاء، هذا مثل طلاء الابل. فأمرهم عمر أن يشربوه، فقال له عبادة بن الصامت: أحللتها والله، فقال عمر: كلا والله، اللهم إني لا أحل لهم شيئا حرمته عليهم، ولا أحرم عليهم شيئاً أحللته لهم.
ونقل الحافظ ابن حجر في [ المطالب العالية ] عن إسحاق رواية أخرى حول شراب أهل الشام وترخيص الخليفة لهم في شربه، وجاء فيها: فشرب منه وشرب أصحابه وقال: ما أطيب هذا ! فارزقوا المسلمين، فرزقوهم منه، فلبث ما شاء الله، ثم إن رجلاً خَدِرَ منه، فقام المسلمون فضربوه بنعالهم وقالوا: سكران ! فقال الرجل: لا تقتلوني، فوالله ما شربت إلاّ الذي رزقنا عمر...[2] .
وقال ابن حجر العسقلاني: أ خرج أبونعيم في الصحابة من طريق صدقة