responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الاعجاز نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 1  صفحه : 4


تمهيد:
عجز العرب عن الإتيان بمثل القرآن الكريم‌

القرآن،و ما أدراك ما القرآن،كتاب جاء به بشر مبلّغا أنّه وحي يوحى‌ { (علّمهُ شدِيدُ الْقُوى‌) } [1]في العصر الوحيد في رقيّ الفصاحة و البلاغة-في نوع العرب-و قيام سوقهما و عموم أدبهما.
و كانت دعوة القرآن باهضة لأهل ذلك العصر،مضادّة لأهوائهم،مهدّدة لطاغوتهم في جميع شئونهم،و كانوا هم أهل السلطة و الصولة،و الاقتدار و الثروة،و أهل اللسان الراقين في الفصاحة و البلاغة،فاحتجّ القرآن و نبيّه بجلالة مقامه بحيث يعجزون عن معارضته و الإتيان بمثله.
و كم تحدّاهم‌[2]في ذلك بطلب المعارضة تعجيزاً،فلمّا عجزوا تنازل في تعجيزهم إلى«عشر سور من مثله»[3]فلمّا عجزوا تنازل معهم إلى الإتيان‌ { (بِسُورةٍ مِنْ مِثْلِهِ) } [4]و قد كان لهم بالمعارضة أحسن مندوحة تقوم لهم بها الحجّة،و تظهر الغلبة،و يخلد لهم الذكر،و يسمو الشرف،و يستريحون إليها من مقاساة أهوال الحروب التي طحنتهم، و معاناة[5]هوان الأسر،و صغار المغلوبية،و ذلّة الانحطاط من جبروتهم، و التنازل عن ضلالهم و عوائدهم.
لكنّهم يعرفون-لا كغيرهم-أنّ الذي يفتخر به و يتنافس فيه من ارتفاع قدر الكلام و بلاغته إنّما يكون بمقدار مطابقته لمقتضى‌


[1]النجم 53:5.
[2]تحدّاهم:نازعهم.
[3]اقتباس من سورة هود 11:13.
[4]البقرة 2:23.
[5]المعاناة:الملابسة و المباشرة.

نام کتاب : نفحات الاعجاز نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 1  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست