المعارف،مجاورا
لليهود و النصارى الزاعمين بأنّ تلك الخرافات من وحي اللّه الصادق لو جاء
بالقرآن من ناحية بشريّته لأثبت تلك الخرافات على شناعتها،و ذلك لقصور
أبناء جنسه في عصرهم المظلم و وحشيّة وثنيّتهم و جاهليّتهم العمياء عن
إدراك خرافيّتها و كفرها مع شيوع كونها من وحي اللّه عند أهل الكتاب،و لكنّ
وحي اللّه الهادي بيّن لهم ضلالهم في هذه الخرافات بأجمل إشارة.
و جاء في العهدين أيضا قصص كفريّة و خرافية لا أصل لها، و هي ممّا يرغب
أصحاب القصص في نقلها و إدخالها في ضمن مقاصدهم،و لو كان القرآن من ناحية
البشريّة و أهوائها لوافق اليهود و النصارى أيضا بذكر هذه القصص تقرّبا
إليهم و افتخارا عندهم و عند العرب بسعة ميدانه في العلم و الوحي،و لكنّه { (ما ينْطِقُ عنِ الْهوى.`إِنْ هُو إِلاّ وحْيٌ يُوحى) } [1]فليقل«حسن الإيجاز»ما قال، و ليكتب ما يكتب،فإنّا نشكره إذا كتب مخالفات القرآن للعهدين تفصيلا لكي نعرّفه و أصحابه الحقّ من الباطل.
مخالفات القرآن الكريم للعهدين في إيراد قصص الأنبياء عليهم السلام.
فمن جملة المخالفات أنّ القرآن تعرّض مرارا لقصة آدم و الشجرة،فلم يذكر ما
ذكرته التوراة الرائجة من نسبتها الكذب إلى اللّه جلّ شأنه،و الصدق و
النصيحة للحيّة،و خوف اللّه من حياة آدم، و محاذرته من أن يكون آدم مثله
فيهدّد مملكته،إلى غير ذلك من الخرافات،فراجع الفصل الثالث من سفر التكوين
فإنّك ترى العجب.
و ذكر القرآن قصّة مجيء الملائكة إلى إبراهيم للبشرى و إلى لوط بإهلاك قومه،و لكنّه لم يذكرهم تارة ثلاثة،و تارة واحدا،و تارة