responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الاعجاز نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 1  صفحه : 11


الأمر الرابع:
مطابقة البلاغة لمقتضى الحال‌

قال صاحب«حسن الإيجاز»:«إنّه يمكن عقلا أن يأتي إنسان بأفصح العبارات و أبلغها و أحسنها نظما و هي تحكم بأنّ اللّه شرّير،تعالى عن ذلك علوّا كبيرا،فهل يصدّق قائلها إذا اتّخذ ذلك دليلا على أنّ عباراته من وحي اللّه؟!و إلاّ فما الدليل على أنّ ذلك محال؟!
فإن قيل:إنّ نسبة الشرّ إليه تعالى دليل على بطلان أنّها وحي اللّه.
قلنا:إنّ كثيرين من أهل الأديان نسبوا أمثال ذلك إليه تعالى»انتهى محلّ الحاجة.

تزويق الألفاظ في العهدين‌
أقول:لا لوم على هذا الرجل إذا لم يعرف معنى البلاغة فتوهّم لنفسه أنّها عبارة عن تزويق الألفاظ و إن كان معناها فاسدا قبيحا في مورده،و من تقحّم مثل تقحّمه جدير بأن لا يعرف أنّ البلاغة التي بها يعلو قدر الكلام و يتفاخر إنّما هي مطابقته لمقتضى الحال كما ذكرناه في التمهيد.ألا و إنّ العبارات التي تحكم بأنّ اللّه شرّير لتخسأ و تذلّ عن أن يدنّس بها اسم البلاغة و معناها.
أ لا ترى أنّ كاتب التوراة الرائجة لمّا لم تكن عنده حقيقة القصّة في أكل آدم و حوّاء من الشجرة التي نهاهما اللّه عنها،و أراد أن يصوّرها كشاعر خيالي،فإنّه مهما تأنّق في تزويق عباراتها و تنميق‌[1] محاوراتها جاء بها شنعاء شوهاء،تشوّهت ألفاظها بتشويه معانيها، فكانت من الكلام الساقط الذي تشمئزّ منه النفوس،انظر في الفصل‌


[1]التنميق:التزيين.


نام کتاب : نفحات الاعجاز نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست