اسـتخدام الكواكب، حتّى ضجر خاله من ذلك، وحاول أن يرسـله إلى العتبات، ليشـغله عن ذلك بتكميله في ما كان يتعلّمه من مبادئ العلوم.
فسـافر إلى العتبات الشـريفة، وأقام في كربلاء يراجعُ تدريسَ السـيّد كاظم الرشـتي[1] لكتب الشـيخ أحمد الأحسـائي[2]، وبقي في العراق إلى السـنة الخامسـة والعشـرين من عمره ورجع إلى بوشـهر.
ثمّ اسـتحضرته الحكومة إلى شـيراز تاسـع عشـر شـعبان سـنة الألف ومائتين وإحدى وسـتّين هجرية، فتداولته السـجون في شـيراز، ومنها إلى أصفهان، ومنها إلى قلعة چهريق في مدينة باكو من أذربايجان، إلى أن قُتل في تبريز في السـابع والعشـرين من شـعبان سـنة الألف ومائتين وخمس وسـتّين هجرية.
[1]هو: كاظم بن قاسم الحسيني الموسوي الجيلاني الرشـتي الحائري (1212 ـ 1259 هـ = 1797 ـ 1843 م)، أحد تلامذة الشيخ أحمد الأحسائي، سكن كربلاء، وهو من المتوغّلين في كتب الحكمة، ورئيس فرقة الكشفية المشتقّة من الشيخية، ومن تصانيفه: شرح قصيدة عبـد الباقي العمري اللامية في مدح الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام، أسرار العبادات، المرآة الجديرة في ردّ ردود العلماء الإسماعيلية، مقامات العارفين، وغيرها.
[2]هو: أحمد بن زين الدين بن إبراهيم الأحسائي البحراني (1166 ـ 1241 هـ = 1753 ـ 1826 م)، مؤسّـس مذهب الكشفية، نسبة إلى الكشف والإلهام، وكان يدّعيهما، وربّما يقال لأتباعه: الشيخية، وُلد بالأحساء، وتعلّم في بلاد فارس، وتنقّل بينها وبين العراق، وسكن البحرين، وتوفّي وهو متوجه إلى الحجّ قريباً من المدينة المنوّرة، وحمل إليها فدفن فيها، له مؤلّفات في الحكمة والكلام والأُصول والنجوم وغيرها.