responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نصائح الهدى والدين نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 163
السـليقة، وأنّ كلامهم من أحسـن الكلام وأوفقه بالحكمة، والجري على النهج المسـتقيم من كلام العقلاء في محاوراتهم، فلا يسـعك أن تؤوِّل كلامهم ـ الذي سـبق ذِكره ـ على ما تشـتهيه! خصوصاً مع قولك: إنّ القرآن كلام الله.

هذا إنْ كنت تريد أن تُـعَـدَّ من العقلاء، أو ممّن يسـتحي من شـطحات الكلام وشـططه!

أَوَلا تدري بأنّ العقلاء لا يرضون بتأويل النصّ الصريح من كلام المجانين إذا لم يظهر عليه آثار التخليط والهذيان؟!

وإنّ إخراجَك تلك النصوص الصريحة المتكرّرة إلى تأويلك، إخراجٌ لها من شـرف كلام العقلاء المسـتقيمين إلى الخسّـة في كلام أهل الهذيان، ولعلّ نسـبتهم إلى الكذب فيه أحسـن لهم في شـرف حكمتهم ومجراهم على النهج العقلائي.

ولعلّك تغتنم منّي الموافقة وتقول: إنّ السـرّ الذي لا أبوح به إلاّ لأهله، هو أنّ النصوص المتقدّمة بأجمعها لا حقيقة لها، وإنّما اقتضت لهم حكمة الدعوة وفلسـفة السـياسـة أن يقولوا تلك الأقوال وإن كانت خالية من الحقيقة والصدق!

فأقـول لك: مرحباً بالوفاق! ولكنّك سـجّلت ـ إذاً ـ على نفسـك أنّك كاذب في شـهاداتك السـابقة، وفي اعتمادك في أسـاسـيّات دعوتك على دين الإسـلام، وينقدح من ذلك الظنّ بأنّ عادتك الدائمة قد جرت على أن تقول الكذب ترويجاً لأمرك وسـيادة كلمتك!

وليس لعاقل أن يركن في الأُمور الجزئية إلى من عُرف منه الكذب، فكيف يركن العاقل في أعظم الأُمور؟! وهو الدين ودعوى النبوّة والرسـالة

نام کتاب : نصائح الهدى والدين نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست