لَيعرف أنّ المراد أنّ الإنسـان إذا مات أشـرف على القيامة إشـرافاً تامّاً، فكانت نصب عينَي يقينه، وبمرأى بصيرته، فإنّه بالموت ينكشـف الغطاء، فتنكشـف عنده القيامة حقّ اليقين، فالصالح يرتاح إلى نعيمها المنكشـف بعلمه، نحو ارتياحه إلى نعيمها إذا تنعّم به، والطالح يكون هَوْلُها المنكشـف بعلمه بمنزلة هَوْلِها إذا ابتُلي به، حيث انقطعت عنه علائق الجهل والغرور التي تسـوّل له إنكار القيامة، أو الشـكّ فيها، أو العمل بما يعمله الناسـون لها.
أفلا تشـعر ـ هداك الله ـ بأنّك في تفسـيرك الرواية بما تتوهّم قد خالفت نصّ القرآن ولسـان أهل المحاورات كما قدمنا لك؟!..
وخالفت أيضاً داعيك الباب، حيث إنّه يجعل القيامة المذكورة في القرآن والأحاديث عبارة عن ظهوره وقيامه بدعوته، فقد سـمعت في ما
[1]مثل شعبي باللهجة الدارجة العراقية، يضرب لمن يهيّئ أسباب قضاء حاجته وتمام أمره، وأصل قصّته على ما يحكى: أنّ أُناساً قرويّين أرسلوا أحدهم إلى المدينة ليشتري لهم حوائجهم ولم يعطوه أقيامها، إلاّ عجوزاً فقد طلبت منه أن يشتري لابنها مزماراً وأنقدته ثمنه مقدّماً، فقال لها:...