responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة عبد الله بن عبّاس نویسنده : الخرسان، السيد محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 98

عجب وقطعت كل سبب ، وقد رأيتم حاجة عمر إليه ، وإستشارته إياه ، وتقويمه لعثمان وتغييره عليه ، ولو لم يكن للفضيلة من بين أقرانه مستحقاً ، وبها مخصوصاً ما خصّه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالدعوة المستجابة ، ولما خصه بعلم الكتاب والسنة ، وهما أرفع العلم ، وأشرف الفكر ، ويدّلك على تقديمه للغاية ، وايثاره للتعلم والاستبانة ، قوله حين قيل له في حداثته وقبل البلوغ في سنه : ما الذي آتاك هذا العلم وهذا البيان والفهم ؟ قال : قلب عقول ولسان سؤول » [١].

والخلاصة ، لقد كان مثالاً لمحاسن الأخلاق وجميل الصفات ، مع ما له من مزايا الفضل الأخرى من نفاذ بصيرة قلّ مثيلها حتى شهد باعجاب مربيه ومعلّمه الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام حيث قال : (لله در ابن عباس ان كان لينظر إلى الغيب من ستر رقيق) [٢] ، وقد رويت كلمة الإمام هذه فيه بألفاظ متفاوتة أحسبها من تساهل نقل الرواة بعد تسالمهم على المعنى فقد رواها ابن عبد ربّه مرة أخرى في كتابه بلفظ : (لله بلاء ابن عباس) [٣] ، ورواها الديريني في علم القلوب : (كأنه ينظر إلى الغيب من ستور رقيقة) [٤] ، ورواها الكتاني نقلاً عن الدينوري : (لينظر الي الغيب خلف ستر رقيق لعقله وفطانته) [٥].

ومهما يكن فليس ذلك بضائر بعد الدلالة فيها على جودة الرأي ونفاذ البصيرة وكثرة الإصابة فكان كما قال الشاعر :

بصير بأعقاب الاُمور برأيه

كأن له في اليوم عيناً على غد


[١] رسائل الجاحظ ١ / ٣٠٠ تح‌ عبد السلام محمّد هارون.

[٢] العقد الفريد ٢ / ١٢٨ تح‌ أحمد أمين ورفيقيه.

[٣] نفس المصدر ٢ / ٣٤٦.

[٤] علم القلوب / ٢٤.

[٥] التراتيب الادارية ٢ / ٤١٤.

نام کتاب : موسوعة عبد الله بن عبّاس نویسنده : الخرسان، السيد محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست