قال : والّذي بخيبر ،
قلت : والّذي بفدك ؟ قال : والّذي بفدك. فقلت أما والله حتى تحزّوا رقابنا بالمناشير فلا » [١].
٥ ـ ماذا قال السندي في حاشيتيه على البخاري ؟
قال : إنّ الأمر الصادر يفيد أنّه أمن
من الضلال ، فالكتاب الّذي يريد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
أن يكتبه سبب للأمن من الضلال ودوام الهداية. فكيف يخطر على بال إنسان أنّه سيترتب عليه عقوبة أو فتنة أو عجز.
أمّا قوله : « حسبنا كتاب الله » لأنّه
تعالى قال : ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ )[٢] ، ويقول : (
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )[٣] ، فكلّ من الآيتين
لا يفيد الأمن من الضلال ودوام الهداية للناس ، ولو كان كذلك لما وقع
الضلال ، ولكن الضلال والتفريق في الأمة قد وقع بحيث لا يرجى رفعه ، كما
أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
لم يقل لهم أنّ مراده أن يكتب لهم الأحكام حتى يقال على ذلك : إنّه يكفي فهمها من كتاب الله ، ولو فرض أنّ مراد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
كان كتابة بعض الأحكام ، فلعل النص على تلك الأحكام منه صلىاللهعليهوآلهوسلم
سبب للأمن من الضلالة. وعلى هذا لا وجه لقولهم : « حسبنا كتاب الله » ، بل
لو لم يكن فائدة النص إلّا الأمن من الضلالة لكان مطلوباً جداً ، ولا يصح
تركه للإعتماد على أنّ الكتاب جامع لكلّ شي ، كيف والناس محتاجون إلى
السنّة أشد احتياج مع كون الكتاب جامعاً ، وذلك لأنّ الكتاب وإن كان جامعاً
إلّا أنّه لا يقدر كلّ أحد على الإستخراج منه. وما يمكن لهم استخراجه منه
لا يقدر كلّ أحد استخراجه منه على وجه الصواب.