هذا هو الملا يعقوب اللاهوري أحد شراح
صحيح البخاري وأسم كتابه (الخير الجاري في شرح صحيح البخاري) ، فقد قال فيه
في كتاب العلم باب كتابة العلم : لا شك في أنّ رسول الله صلّى الله عليه
(وآله) وسلّم رأى المصلحة في كتابة الكتاب ، بدليل قوله عليهالسلام
: (لن تضلوا بعدي).
ولا شك أيضاً : أنّ عمر نهى الأصحاب عن
إحضار الدواة والكتف.
ولا شك أيضاً : أنّ أهل البيت ألحّوا
على إحضارها ، وطال النزاع بين الفريقين حتى أخرجهم النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم جميعاً.
وهذا القدر ممّا يتبادر إلى الذهن من نص
الحديث ، ولا يرتاب فيه أحد [١].
مع اللاهوري :
وليس من تعليق على ما لا شك فيه ، غير
أنا نقف عند قوله : « أخرجهم جميعاً » كيف يصح ذلك ، وكتب الحديث والتاريخ والسيرة تقول : انّ الّذين طردهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
هم الّذين تخلّفوا عن امتثال أمره وتنازعوا مع أهل البيت في ذلك ، أمّا أهل
البيت فلم يخرج منهم أحد ، وبقوا عنده ، ومنهم الّذي قال له بعد خروج
أولئك الّذين لم يستجيبوا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « ألا نأتيك بما طلبت ؟ » فقال : (لا ، أو بَعدَ الّذي قال قائلهم) ؟!
وفي بعض المصادر أنّ القائل كان هو عمه
العباس : « ألا نأتيك بالذي طلبت وإن رغمت فيه معاطس ».
وإلى هنا نطوي كشحاً عن استعراض ما قاله
علماء التبرير فهم