الذي قرب دخوله في
الإسلام ؟ وما اعتذاره إلّا استخفاف بعقول الناس واستجهال لهم على غير
أستحياء ، فهو إذ لم يصب الهدف المنشود يكشف عن بلادته أيضاً حين جانب
الدقة في كلامه ، فتخيل بهذه الفهفهة الفجّة يغطي ما لا يضمّه ستر ، وأنى
له ذلك ، فهو مهما أوتي من براعة التزييف وامعان في المغالاة لا يستطيع
التستر على اسم القائل ، ولا الإعتذار عنه ، ولكن ما الحيلة معه ومع أمثاله
، وهذا شأن من يقول ما يشاء من دون تورّع ، ولا يبالي بما يقال فيه ، وهذه
سجية علماء التبرير إذ يسوقهم خطأ التقدير ، إلى مهاوي التحوير والتزوير.
الحادي عشر : القسطلاني
وهذا الرجل لدة قومه يدلي بدلوهم ويمتح
من غربهم ، ولا يجاوز طريقتهم في تضارب الأقوال ، فهو وبعبارة أوضح يجترّ
أقوال السابقين ، من دون التفات لما فيها من هنات وهنات. لذلك كثر عنده
التناقض ، وأظن أنّ القارئ يكتفي ببعض الشواهد على ذلك :
١ ـ فمثلاً قال في كتابه إرشاد الساري
في شرح (أكتب لكم كتاباً) : « فيه النص على الأئمّة بعدي أو أبين فيه مهمات الأحكام » [١].
ولكنه جاء بجديده فيما يحسب في شرح (ولا
ينبغي عند نبيّ تنازع) فقال : « والظاهر إنّ هذا الكتاب الّذي أراده إنّما هو في النص على خلافة أبي بكر ... » [٢]
، وأبطل قول من قال أنّه بزيادة أحكام ... ، لكنه عاد في شرح (لكم كتاباً)
فقال : « فيه استخلاف أبي بكر بعدي أو فيه مهمات الأحكام » [٣].