وأمر بشهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ
محمّداً عبده ورسوله حتى فاضت نفسه ؟ [١]
أيّ نفس هذه بعد أن سبق وأن فاضت نفسه
أوّل مرّة ـ كما مرّ ـ فهل عادت إليه ثانياً فجعل يأمر بالشهادتين حتى فاضت نفسه ثانياً ؟!
الجواب عن ذلك عند الرواة. غير إني
أنبّه القارئ إلى أنّ مارواه الإمام عليهالسلام
ليس هذا ، بل هو عين ما رواه عبد الله بن عباس كما صرّح بذلك الحسن البصري وهو من سادة التابعين فأقرأ ما يأتي :
الصورة الثانية :
أخرج أبو محمّد عبد السلام بن محمّد
الخوارزمي في كتابه سير الصحابة والزهّاد والعلماء العبّاد فقال : « حدّثني
محمّد بن عليّ قال سمعت أبا أسحاق يزيد الفراء عن الصّباح المزني عن أبان
بن أبي عياش قال سمعت الحسن بن أبي الحسن قال : سمعت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
ـ ثمّ سمعته بعينه من عبد الله بن عباس بالبصرة وهو عامل عليها ، فكأنّما
ينطقان بفم واحد ، وكأنّما يقرآنه من نسخة واحدة ، والّذي عقلته قول ابن
عباس ، والمعنى واحد غير أنّ حديث ابن عباس أحفظه ـ قال : سمعته يقول : إنّ
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
قال في مرضه الّذي قبض فيه : (إيتوني بكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي
أبداً) ، فقام بعضهم ليأتي به ، فمنعه رجل من قريش (؟) وقال : إنّ رسول
الله يهجر.
[١] أخرجه المتقي
الهندي في منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ٣ / ١١٤.