قال ابن عباس : « لمّا اُمر النبيّ صلّى
الله عليه (وآله) وسلّم أن يقوم بعليّ بن أبي طالب المقام الّذي قام به ، فانطلق النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
إلى مكة فقال : رأيت الناس حديثي عهدٍ بكفر بجاهلية ، ومتى أفعل هذا به ،
يقولوا صَنع هذا بابن عمه ، ثمّ مضى حتى قضى حجة الوداع ، ثمّ رجع حتى إذا
كان بغدير خم أنزل الله عزوجل( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا
بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )[١] الآية.
فقام منادِ فنادى الصلاة جامعة ، ثمّ
قام وأخذ بيد عليّ رضياللهعنه
فقال : (من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهم وال من والاه وعادِ من عاداه) » [٢].
وقال في حديث آخر : « لمّا خرج النبيّ
صلّى الله عليه (وآله) وسلّم إلى حجة الوداع ، نزل بالجحفة فأتاه جبرئيل عليهالسلام
فأمره أن يقوم بعليّ فقال : (أيها الناس ألستم تزعمون أني أولى بالمؤمنين
أنفسهم ؟) قالوا : بلى يا رسول الله قال : (من كنت مولاه فعلي مولاه ،
اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحب من أحبّه ، وأبغض من أبغضه ،
وأنصر من نصره ، وأعز من أعزّه ، وأعن من أعانه) ، قال ابن عباس : وجبت
والله في أعناق القوم » [٣].