المناقشة غالباً ، فصار
هذا الكتاب ، وليد مخاض بحوث طويلة ، وعلى فترات كانت متطاولة ومتباعدة.
فتغيّرت بعض العناوين ، واستجد بعض آخر ، لكن هيكله العام لم يتغير.
وأرجو أن أكون قد وُفقت في نفع القارئ
ولو بنبذة صالحة يستفيدها منه فيذكرني بخير ، فقد جمعت له ما تناثر في مئات
المصادر ، من بطون الكتب والدفاتر ، والله سبحانه وليّ التوفيق وهو خير
ناصر.
ماذا
نقرأ في هذا الكتاب ؟
لا أكتم القارئ إني يوم صمّمت العزم على
تأليف كتاب يتضمن حياة ابن عباس رضياللهعنه
، لم أكن أحسب أنّ ذلك سوف يتسع إلى قدر ما وصل إليه اليوم ـ بل ولا إلى
هيكله الأول ـ كما لم تكن لديّ خطة مدروسة على منهجية محددة على أنماط
الدراسات الحديثة ، بل كنت يومئذٍ انحو النهج التقليدي المألوف لدينا
يومئذٍ ، كما هو واضح الأثر بدءاً من أول الكتاب إلى حياته في عهد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولكن بعد أن استمرت المسيرة مع الكتاب
وبعد الإنتهاء من هيكله الأول في أجزائه الأربعة ، فقد دعت الحاجة إلى
إعادة النظر في دراسة بعض النقاط من تاريخ المترجم له ، ممّا يستوجب الفاضة
في دراسة ذلك ، دراسة محررة ومستوعبة لجوانب ينبغي البحث حولها ، خصوصاً
والحاجة ملحة لكشف حقائق خفيت على كثير من الباحثين ممن أُخذوا بسورة
التقليد ، وبُهروا بطنطنة الأسماء والألقاب ، وخُدعوا بتطويل الإسناد.