قال ابن أبي الحديد: قبره عليه السّلام بالغريّ وما يدّعيه بعضهم بجهله من الاختلاف في قبره باطل لا حقيقة له، وأولاده أعرف بقبره، وأولاد كلّ الناس أعرف بقبور آبائهم من الأجانب.
وهذا القبر هو الذي زاره بنوه لمّا قدموا العراق منهم الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام وغيره من أكابرهم وأعيانهم[1].
وقال الصغّاني في شرحه لنهج البلاغة: قبره عليه السّلام بالغريّ.
وقال ياقوت الحموي في تاريخ معجم البلدان في ترجمة الغريّين: هما بناءآن كالصومعتين [كانا] [2] بظهر الكوفة قرب قبر عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه[3].
وذكر أيضاً في الكتاب المذكور في ترجمة النجف: بالقرب منه قبر عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه[4].
وروى أبو الفرج في مقاتل الطالبيّين باسناد ذكره هناك أنّ الحسين[5] عليه السّلام لما سُئل: أين دفنتم أمير المؤمنين؟ قال: خرجنا ليلا من منزله بالكوفة حتّى أتينا به الظهر بجنب الغريّ، ودفنّاه هناك[6].
فقد دلّ المعقول والمنقول حينئذ على أنّ قبره عليه السّلام حيث هو الآن.
[سبب خفاء قبره عليه السّلام]
وأمّا السبب الموجب لاخفاء قبره عليه السّلام فهو أنّه قد تحقق وعُلم ما جرى لأمير المؤمنين عليه السّلام من الوقائع العظيمة، والحروب الكثيرة زمان النبي صلّى الله عليه
[1] شرح نهج البلاغة 1 : 16 باختلاف ، عنه فرحة الغرى : 131 .