وآله وسلّم حتّى أصابه في رأسه ووجهه وبدنه سبعون جراحة، وهو قائم وحده بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا يغفل عنه طرفة عين.
فقال له صلّى الله عليه وآله وسلّم: أما تسمع مديحك في السماء، إنّ ملكاً اسمه رضوان ينادي بين الملائكة: "لا سيف إلاّ ذو الفقار، ولا فتى الاّ عليّ"[1].
ورجع الناس إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان جبرئيل عليه السّلام يعرج إلى السماء في ذلك اليوم وهو يقول: لا سيف إلاّ ذو الفقار، ولا فتى إلاّ عليّ، وسمعه الناس كلّهم، وقال جبرئيل: يا رسول الله قد عجبت الملائكة من حسن مواساة أمير المؤمنين عليّ لك بنفسه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: وما يمنعه من ذلك، وهو منّي وأنا منه، فقال جبرئيل عليه السّلام: وأنا منكما[2].
وذكر أهل السير قتلى أُحد من المشركين، فكان جمهورهم مقتولين بسيف أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام، وكان الفتح له، وسلامة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من المشركين بسببه، ورجوع الناس إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بمقامه وثباته، ويذبّ عنه دونهم، ويبذل نفسه العزيزة في نصره.
وتوجّه العتاب من الله تعالى إلى كافّتهم لموضع الهزيمة، والملائكة في السماء مشغولون بمدحه، متعجّبون من مقامه وثباته وسطوته ... فصلّى الله على مجهول القدر.
الثالثة: غزاة الأحزاب
وهي غزاة الخندق، وبيانها أنّ جماعة من اليهود جاؤوا إلى أبي سفيان لعلمهم بعداوته للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وسألوه المعونة، فأجابهم وجمع لهم قريشاً وأتباعها من كنانة، وتهامة، وغطفان وأتباعها من أهل نجد.