فانتزعه ثمّ ضرب به ساقه، وكانت درعه مشمّرة فقطعها، ثمّ أجهز عليه فقتله.
فلمّا عاد إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم سمعه يقول: من له علم بنوفل؟ فقال عليّ عليه السّلام: أنا قتلته يا رسول الله، فكبّر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال: الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه[1].
ولم يزل عليّ عليه السّلام يقتل واحداً بعد واحد من أبطال المشركين حتّى قتل بانفراده نصف المقتولين، وقتل المسلمون كافّة وثلاثة آلاف من الملائكة مسوّمين النصف الآخر، وشاركهم عليّ عليه السّلام فيه أيضاً.
ثمّ رمى رسول الله باقي القوم بكفّ من الحصى، وقال: شاهت الوجوه، فانهزموا جميعاً، فهذه الغزاة العظمى على ما شرحناه كانت عبارة عنه عليه السّلام، وما أجدره بقول القائل:
وهي كانت في شوال، ولم يبلغ عمر أمير المؤمنين تسعاً وعشرين سنة.
وأُحد جبل عظيم قريب إلى المدينة، وكانت هذه الغزاة عنده، وسببها أنّ قريشاً لما كُسروا يوم بدر، وقُتل بعضهم وأُسر بعضهم، حزنوا لقتل رؤسائهم، فتجمّعوا وبذلوا الأموال، وجيّشوا الجيوش، وتولّى ذلك أبو سفيان، وقصدوا النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بالمدينة.
فخرج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالمسلمين، ودخل النفاق والشك والريب بين جماعة منهم، فرجع قريبٌ من ثلثهم إلى المدينة، وبقي صلّى الله عليه وآله وسلّم في