ومن فضائله عليه السّلام في الزهد والعبادة والجهاد.
أمّا زهده عليه السّلام فقد أجمع الناس كافة على أنّه عليه السّلام أزهد أهل الدنيا بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأكثرهم تركاً، طلّق الدنيا ثلاثاً.
وروى الخوارزمي في مناقبه عن عمار بن ياسر أنّه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: يا عليّ إنّ الله تعالى زيّنك بزينة لم تُزيّن[1] العباد بزينة هي أحبّ إليه منها، زهّدك في الدنيا، وبغّضك لها[2].
ومنه، قال عمر بن عبد العزيز: ما علمنا أنّ أحداً كان في هذه الأُمّة بعد النبيصلّى الله عليه وآله وسلّم أزهد من علي بن أبي طالب عليه السّلام[3].
ومنه، عن سويد بن غفلة قال:[4] دخلت على عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، فوجدته جالساً وبين يديه إناءٌ فيه لبن أجد ريح حموضته، وفي يده رغيف أرى أقشار الشعير في وجهه، وهو يكسره بيده ويطرحه فيه.
فقال: أُدن فأصب من طعامنا هذا، فقلت: إنّي صائم، فقال عليه السّلام: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من منعه الصيام عن طعام يشتهيه، كان حقّاً على الله تعالى أن يُطعمه من طعام الجنّة، ويسقيه من شرابها.
قال: فقلت لفضّة وهي بقريب منه قائمة: ويحك يا فضة، ألا تتقين الله في هذا الشيخ بنخل هذا الطعام من النخالة التي فيه، قالت: قد تقدّم إلينا أن لا ننخل له طعاماً.
[1] في المصدر : لم يزيّن ، ولفظ الحديث في المتن يختلف قليلا عمّا في المصدر .