تعالى آدم، سلك ذلك النور في صلبه، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتّى أقرّه [في] [1] صلب عبد المطلب ثم أخرجه من صلب عبد المطلب، فقسّمه قسمين، قسماً في صلب عبد الله، وقسماً في صلب أبي طالب.
فعليّ منّي وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، فمن أحبّه فبحبّي أحبّه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه[2].
ولد أمير المؤمنين عليه السّلام يوم الجمعة، الثالث عشر من رجب، سنة ثلاثين من عام الفيل، ولم يولد قبله ولابعده مولودٌ في بيت الله الحرام سواه، إكراماً له من الله عزّ اسمه، واجلالا لمحلّه في التعظيم.
روى صاحب كتاب بشارة المصطفى[4] صلّى الله عليه وآله وسلّم، عن يزيد بن قَعْنَبْ، قال: كنت جالساً مع العباس بن عبد المطلب، وفريق من بني عبد العُزّى بازاء بيت الله الحرام، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أُمّ أمير المؤمنين عليه السّلام، وكانت حاملا به لتسعة أشهر.
فأخذها[5] الطلق، فقالت: يا رب إنّي مؤمنة بك، و بما جاء من عندك من رسل وكُتب، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل عليه السّلام، وانّه بنى البيت العتيق، فبحقّ الذي بنى هذا البيت و [بحقّ] [6] المولود الذي في بطني إلاّ ما يسّرت عليّ