responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من خلق الله نویسنده : السويعدي، مالك مهدي    جلد : 1  صفحه : 31

الفصل الثالث
ما هو الله؟

ان الله تعالى لا يرى بحاسة البصر لا في الدنيا ولا في الآخرة. وذلك لان الذي نراه لابد أن يكون جسما [1] ويشار اليه ، وفي جهة مقابلة. وله صورة وشكل ومكان.

والله سبحانه منزه عن جميع ذلك. ولأن المرئي محاط بالنظر ضرورة. والله محيط، فلا يكون محاطا.

وكل ذلك من لوازم الجسمية.. والله أظهر الموجودات وأجلاها. فلو تأملت حواس الانسان. تجدها قاصرة.[2]

فحاسة البصر لا ترى النمل على بعد أميال مثلا، الا انها تستطيع الرؤية لغاية منظورها. ولكن نستطيع ذلك باستعمال الناظور، لرؤية الاماكن البعيدة. وكذلك الحيوانات الصغيرة في برك الماء، والجراثيم فاننا لا نستطيع رؤيتها الا بالمجهر.

وتطلع الى السمع تجده قاصرا، لان الاذن تسمع الهزات من خمس الى عشرين الفا.

فالذي ينقص عن ذلك لا تسمعه، وما زاد يشق طبلة الاذن.

والانسان لا يشم رائحة السكر، مع ان الذباب والنمل يشمه، ويسرع اليه عن بعد..

وكذلك العقل، لا يستطيع ان يرسم اكثر من صورة واحدة فيه بآن واحد [3] وحتى الخيال، فلا تستطيع تخيل شئ ليس له وجود في الكون. فاننا لا نستطيع تخيل رائحة حمراء بحاسة الشم.

والسمك في البحر لا يستطيع تخيل عالم البر الا اذا أخرج في حوض ماء مثلا. والانسان لا يستطيع تخيل صورا ليس لعالمها وجود.

فالثور المجنح تشكيل في الكون. فالجناح موجود, والثور موجود في الكون. ولا شئ جديد قد قام بتوسعه الخيال .فالوهم قاصر أيضا. فكيف تستطيع عقولنا القاصرة ان تدرك الله سبحانه.[4]


(1) الجسم يفتقر للمكان ، والعرض يفتقر للجسم كاللون يفتقر للجسم ليعرض عليه لانه ممكن .

(2) ذكر مثله أي حول قصر الحواس في كتاب تعريف عام بدين الاسلام .

(3) لا نستطيع تحريك أصابع الكفين بحركة دائرية باتجاهين متعاكسين بآن واحد مما يبطل كون المادة قبل الفكر.

(4) هذا بحث عن الوجود الخارجي للله سبحانه في سؤال ما هو الله؟ اما الوجود الطبيعي فهو فطري يحسه الانسان حين لا منجي له يتعلق به .

نام کتاب : من خلق الله نویسنده : السويعدي، مالك مهدي    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست