responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من خلق الله نویسنده : السويعدي، مالك مهدي    جلد : 1  صفحه : 3

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

أما بعد، فان من آداب البحث في علم الكلام، ان لا تجيب بالقطع والنفي، ولا تواجه المقابل باستفزاز وبمعارضة غريبة، ولكن يجب احترام رأيه - وان كان باطلا..

قال تعالى: " وانا أو اياكم لعلى هدى، أو في ضلال مبين " الاية 24 سبأ.. والله - جل شأنه، على يقين بأن الهدى هداه، لكنه على سبيل المجاراة في الكلام، لم يجزم بعدم اصابتهم واجابتهم بما يحبون وكأنما أراد: " نحن أو أنتم على حق، أو على ضلال في هذا الأمر" وكذلك كانت آداب الانبياء عليهم السلام وسيرتهم في التاريخ.

قال تعالى وهو يقص أحسن القصص في سيرة النبي هود عليه السلام: " قال الملأ الذين كفروا من قومه انا لنراك في سفاهة وانا لنظنك من الكاذبين. قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين " الاية66-67 الاعراف. ذلك ان الانبياء عليهم السلام حينما نهضوا بأعباء التكليف والتوجيه، كانوا أوسع الناس صدرا في مناقشة الشبهات والأخطاء وأقوى مراسا في مقابلة أخطاء المداهنين "[1]

قال تعالى يخاطب ذا الخلق العظيم منهم:

" أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " الاية 125 النحل.

فعلى هذا لو أخبرنا أحد عن شئ في أمر ما وان كان بديهيا ونحن على علم بأنه مخطئ بهذا الامر، كأن يقول: هذا اللون أسود! مع علمنا ببياصه، وانه على مشهد من الناس. فلا نستصرخ الناس ولا نكذبه، ولا نقطع ببياض هذا اللون المعارض، أو نستعرض له خطأه، وانما نقول له: اما أنت أو نحن على صواب، ثم نمثل له بمثال ونقول: لو كان هذا اللون كما تدّعي بأنه أسود، لكان غامقا، ونحن نراه بارقا، ولو كان أسود فلماذا نحس بدفء عندما نلمس الجسم المصبوغ به كالحديد مثلا ؟


(1) توجد آيات عديدة حول المجادلة منها 149 الانعام، 105 المائدة ، 55 القصص ، 14-15 الحجر ، ,15 النساء ، 7 الفرقان .

نام کتاب : من خلق الله نویسنده : السويعدي، مالك مهدي    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست