responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من خلق الله نویسنده : السويعدي، مالك مهدي    جلد : 1  صفحه : 27

الفصل الثاني
أين الله ؟

س: لماذا لا يحل الله سبحانه في مكان؟

ج: لأن الذي يحل بمكان يفتقر ويحتاج الى ذلك المحل الذي يحل فيه، فيكون محتاجا. والاحتياج من صفات المخلوقات والله غني...

والذي يحل في مكان، يستلزم خلوه من المكان الآخر. فلو وجدنا ماء حالا في قدح، فهو يملأه دون بقية الاقداح، أو يملأ ما يحيط به.

فيلزم أن يخلو منه المكان الآخر. والله سبحانه موجود في كل مكان، ولا يصح أن يخلو مكان منه قط دون احاطته به.

فهو في كل مكان لا بمداخلة. خارج عنه لا بمزايلة، أو داخل في الآشياء، خارج عنها. وسنوضح ذلك لاحقا..

والانتقال من حال الى حال آخر من علامات الزوال. فزواله من ذلك المكان وبقائه خاليا منه يستلزم الحركة أو الافتراق والاجتماع.

والله تعالى لا يخلو منه شئ. ولما كان حلوله بمكان هو اخلاؤه عن مكان آخر، بمعنى ذلك انه يوجب علينا رؤيته غالبا [1]، وكذلك حدّه بالاشارة اليه. كما اننا لو رأينا قدحا فيه ماء. وآخر ليس فيه، أو ما يحيط به من الماء دون ما يخلو عنه، فنشير الى القدح، ونحده دون ما يحيط به.[2]

أوما خلا منه بتعبير آخر. وذلك الافتراض يستلزم الجسمية، والعرضية، والمكانية.

وهو منزه عنها. لانه ليس بجسم كي يقبل الابعاد الثلاثة. من طول، وعرض، وعمق، وغير مفتقرا اليها.

وليس بجسم لكي يحتاج الى مكان وبعد. ولا عرض ليحتاج الى الجسم ليعرض عليه. كاللون يرتسم على الحائط، أو يعرض عليه، ولا كالماء الذي يحل في القدح. " وكان الله بكل شئ محيطا " 126 النساء.

لانه ليس كمثله شئ. قال تعالى " ألا انه بكل شئ محيط " الاية 54 فصلت (السجدة).


(1) لانه قد يحل الهواء بمكان ولا يجب علينا رؤيته لكن قد نرى الماء حينما يكون مزاحما له عند ازاحته أياه ...

(2) كما تقول ان فلانا في الغرفة ، كغرفة الاستقبال دون غيرها من الغرف أو ذلك البيت دون البيت الفلاني . " أينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله " 115 ألبقرة

نام کتاب : من خلق الله نویسنده : السويعدي، مالك مهدي    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست