responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من خلق الله نویسنده : السويعدي، مالك مهدي    جلد : 1  صفحه : 20

الاله أم الطبيعة؟

س: لقد أثبتم وجوب أولوية خالق، وبينتم ذلك. لكن ما وجه الحكمة على أولوية وترجيح الاله على الطبيعة؟

ج: لا شك في ان وجود الله أصلح من وجود الطبيعة، وذلك لحكمته تعالى، وكماله وعدم شعور الطبيعة فضلا عن حكمتها وكمالها.. ويكفي ما يشاهده الانسان من عجائب ويكتشف قدرته في مخلوقاته سبحانه، ويتأمل في الكون

بما فيه من انسان، ونبات، وحيوان، وبحار. وأبسط الامور تدل على حكمته، في أبسط مخلوقاته. فاذا تأملت حياتك فسوف ترى الانثى ترضع طفلها من

ثدييها بواسطة الحلمة التي يتدفق منا اللبن، ويتخللها ثقب، أو عدة ثقوب صغيرة. بحيث يخرج اللبن بتوازن. بمقدار الحاجة، فلا ينصب صبا. فما وجدنا أمراة قط قد عانت في رضاعها من أنغلاق في مجرى حلمة الثدي بحيث يتعسر خروج الحليب الى فم الرضيع. بينما نلاحظ ذلك في حياتنا اليومية، فيما اذا كانت المراة تستعمل الحليب الصناعي في الرضّاعة، وتناوله للطفل بواسطة قنينة (الممّة). وهي قنينه تحوي برأسها صمام له فتحة يخرج منه اللبن. وهذا الصمام قد يكون مسدودا، فنثقبه، وقد يكون مفتوحا. فمرة تراه مسدودا لا يخرج منه اللبن، ومرة تراه مفتوحا بصورة بحيث يتسرب منه اللبن بغزارة..

ولو كانت المرأة من خلق الطبيعة، لوجدنا امرأة يخرج منها اللبن بتدفق، أو ان حلمتها مسدودة، ولا يخرج من ثدييها شئ. كما يحصل في الثدي الصناعي (الممّة).

ولكان خلقها عشوائيا. كما نلاحظ في صناعة المكائن التي تصب. ونرى في الانتاج عيوبا كالانسداد، أو توسع الفتحة، فمن هنا يجب علينا ارجاع الاشياء لاصولها، وخالقها ومدبرها.

كذلك الانسان، عندما يخدّر جسمه لاجراء عملية، تخديرا عاما، فيتخدّر بأجمعه ماعدا بصيلة الدماغ المسؤولة عن التنفس اللاأرادي للانسان، ولو تخدّرالانسان كله لتخدّر قلبه ومات. وتأمل الطفل، فلو خلق متعقلا، لما كان اجتماعيا، ولم يألف عائلته وأخته لكونه معزولا عن أسرته ولم يرتبط بهم، ولم يتعايش معهم. وانما حصر بينهم للترابط، ولحكمة لا تستطيع الطبيعة تعقلها..

نام کتاب : من خلق الله نویسنده : السويعدي، مالك مهدي    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست