نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 74
الرفعة الذي منحه
الله تعالى إياه ، وهو ما أطلقنا عليه إجرائياً ( المثال ) أو الملاذ.
وتلخّص الآية الكريمة حقيقة إبراهيم عليهالسلام ، إذ جعل من قبل
ربه مركزاً لهداية الناس وهذا المركز هيهات أن يزول ، إذ زواله يستوجب زوال إمامة
الناس ، والواضح من كثافة الجملة التي أطلقها القرآن الكريم أنها سرمدية ، بمعنى
أنها ليست لفئة دون أخرى فهو للناس وليس لأمّة خلت.
لكن إبراهيم الإنسان البشري مات ، فإلى
أين تؤول هذه الإمامة ، وهذه المركزية؟
إنّ هذا السؤال الكبير سوف يقودنا إلى
متابعة مفهوم الأمة الهداة ، وفق المنهج الذي سلكناه في التعرف على الأدلة من خلال
نصوص القرآن الكريم والعودة إلى كلمة الأمة ، واستنطاقها ، في محاولة لرسم معالم
نظرية يشترك في وضع فرضياتها ـ إضافة إلى الكتاب الكريم ـ الأحاديث والمرويات
والمصطلحات التي تستخدم في هذا الجانب من البحث.
المثال عبر الزمان ـ الإمام ـ
نود أوّلاً أن نشير إلى أن علماء النفس
وعلماء الاجتماع متفقون على أن الإنسان يمتلك في أعماقه ما يمكن أن يطلق عليه (
غريزة
نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 74