نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 66
ونشاط الفرد
والجماعة [١]
، إنّ هذا المثال يتموضع داخل كل رغبات الإنسانية مهما جفت وخفت بريق صفائها ، وهو
يلهم الناس ويعبئهم ويرسم غاية كمالهم الفردي والاجتماعي ، وهو بهذا اللحاظ
المخلوق الكامل المتميز عن سائر مخلوقات الله تعالى ، وتميّزه هنا ناتج عن اصطفاء
إلهي تراعى فيه حاجة البشرية إليه ، وهي كما سلف حاجة أصيلة وغير قابلة للتبدل أو
التغير مع تواتر الأجيال ، وهي في عمق الوجدان ، وهي عين الأمر المبحوث عن مصداق
في الخارج له ، ولا يقبل أو يصح أن تخلو منه الحياة ، لأنه لا يوجد إنسان لا يريد
تحديد الاتجاه أو الموضوع الذي ينبغي له أن يتعلق به.
وسائل
معرفة الإمامالهداية
أبدأ من معرفة الإمام ـ الذي استحوذ على
هذا المعنى ـ وهو أمر بحاجة إلى دأب خاص ، وإلى إخلاص منقطع وراء هذا الدأب ،
ولهما أن يدومان باستمرار ، أي أن يبقى القلب ملتفت دائم البحث ، حثيث الخطا حتى
يتحقق له ذلك ، وفي حال الوصول إلى هذا الدأب ، ومع التيقظ الحقيقي والانكشاف على
الرجاء ، والشعور ببلوغ لحظة