إذن بعد النظر إلى وجهة ابن حزم ، التي
يمكن أن تعبّر عن معظم من تحدث حول الإمامة ووظائفها من الخارج ، والتأمّل في
توصيف الإمام الرضا عليهالسلام
وما يتفرّع عنه من آفاق تقود نحو الكشف عن حقيقة الإمامة ومعناها وجوهرها ، نجد
لزاماً قبل الاستغراق في متابعة هذين المنحيين في التناول ، أن ننظر في الجذر
اللغوي لكلمة ( إمام ) ، الأمر الذي يساعدنا على تخطّي الكثير من صعوبات البحث.
الإمام في اللغة
جاء في الصحاح : « هو الذي يقتدى به » [٢] ، وكما هو واضح هنا فهي تفيد التعميم ،
ولا تختص بتفصيل يقود إلى معنى دقيق وحقيقي ، فالذي يقتدى به يمكن أن يكون شخصاً
يتمتع بالفطنة والذكاء ، ويمكن أن لا يكون كذلك ، ويمكن أن يكون آلة ، ويمكن أن
يكون مَعلماً من معالم المنفعة ، بالطبع نحن نعلم أنّ المقصود هنا إجمالي ، لكن
حديثنا يجب أن يعطف على الفور على رغبتنا في إظهار المفهوم ، لذا تقتضي الدقة أن
يحاط بجميع أطراف التعريف ، حتى يصار إلى انتزاع المفهوم الذي يتيح التعمق كما
سبق.