نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 109
يتضح لنا من خلال هذا أنّ الناس يوقنون
، ثم يتبدلون ، ثم يرجعون ، ومنهم من يفجر فلا يملك طريقاً إلى نور ربّه فيضل
ضلالا ، بحيث يصبح قلبه في دياجي الظلمات ، وترسخ هذه الظلمات في وجودة ، فينطبق
عليه القول أنّه ضلَّ بما لا يمكن بعد ذلك شيء من الرجوع ، ويصدق عليه قوله سبحانه
: ( فلن تجد له وليّاً مرشدا )[١]
، لأنّه أقفل على قلبه ، وغادر فطرته إلى الأبد ، فلا ملاذ له ولا إمام له فهو في
عتمة لا نور فيها.
وفي الناس من تلج الظلمة قلبه ، ويستغرق
فيها ردحاً ، ثم تتجه خطا نفسه نحو تطلعات النور ، فتقترب منه تدريجياً إلى أن
تلوذ به ، وتتحسس آنئذ بواعث الرحمة والهدى ، وتنكشف على إمامها ، وتتوب من ذاك
الذي أقلقها لحين من الدهر.
في حمل راية الحق
ونتبيّن أيضاً أن راية الحق هي راية
النور ، التي يخرج بها الله الناس من الظلمات تحملها الأنبياء ، فتنشر ضياءها إلى
الناس ، وعند مغادرة النبي يحملها من يقوم مقامه.
وأي مقام هذا؟ ، بدون شك هذه ليست وظيفة
إدارية ، ولا هي زعامة سياسية أو عسكرية! أظن أنّ القارئ الكريم ، قد انكشفت له