responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسند الإمام علي (ع) نویسنده : القبانجي، حسن    جلد : 1  صفحه : 56
ابن علي الصيرفي، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن فضيل بن خديج، عن كميل بن زياد النخعي، قال: كنت مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) في مسجد الكوفة، وقد صلّينا العشاء الآخرة، فأخذ بيدي حتّى خرجنا من المسجد، فمشى حتّى خرج إلى ظهر الكوفة ولا يكلّمني بكلمة، فلمّا أصحر تنفّس، ثمّ قال:

يا كميل إنّ هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها، احفظ منّي ما أقول لك: الناس ثلاثة: عالم ربّاني، ومتعلّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كلّ ناعق، يميلون مع كلّ ريح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق، يا كميل العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق، يا كميل صحبة العالم دين يدان به، وتكسبه الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته، يا كميل منفعة المال تزول بزواله، يا كميل مات خزّان الأموال، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة، هاه هاه إنّ هاهنا ـ وأشار بيده إلى صدره ـ لعلماً جماً لو أصبت له حملة، بلى أصبت له لَقِناً غير مأمون، يستعمل آلة الدين في الدنيا، ويستظهر بحجج الله على خلقه وبنعمه على عباده، ليتّخذه الضعفاء وليجة من دون وليّ الحق أو منقاداً للحكمة لا بصيرة له في أحنائه، يقدح الشك في قلبه بأول عارض لشبهة، ألا لا ذا ولا ذاك، أو منهوماً باللذات سلس القياد بالشهوات، أو مُغرّى بالجمع والإدّخار ليس من رعاة الدين، أقرب شبهاً بهؤلاء الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه، اللّهمّ بلى لا تخلو الأرض من قائم بحجّة ظاهراً مشهوراً، أو مستتراً مغموراً، لئلاّ تبطل حجج الله وبيّناته وأين اُولئك؟ والله الأقلّون عدداً الأعظمون خطراً، بهم يحفظ الله حججه حتّى يودعوها نظراءهم ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقائق الاُمور فباشروا أرواح اليقين واستلانوا ما

نام کتاب : مسند الإمام علي (ع) نویسنده : القبانجي، حسن    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست