ـ في سبيلها وسفك دمه الزكي تلقاءها، تستوجب استمرار هذه المآتم، وتقتضي دوامها إلى يوم القيامة.
وبيان ذلك: إنّ المنافقين حيث دفعوا أهل البيت عن مقامهم، وأزالوهم عن مراتبهم التي رتّبهم الله فيها، ظهروا للناس بمظاهر النيابة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأظهروا التأييد لدينه والخدمة لشريعته، فوقع الالتباس واغترّ بهم أكثر الناس، ولمّا ملكوا من الامة أزمتها واستسلمت لهم برمتها، حرّموا ـ والناس في سِنة عن سوء مقاصدهم ـ من حلال الله ما شاؤوا، وحلّلوا من حرامه ما أرادوا، وعاثوا في الدين وحكموا في القاسطين، فسلموا أعين أولياء الله، وقطعوا أيديهم وأرجلهم من خلاف، وصلبوهم على جذوع النخل، ونفوهم عن عقر ديارهم، حتّى تفرقوا أيدي سبا، ولعنوا أمير المؤمنين (عليه السلام) وكنّوا به عن أخيه الصادق الامين (صلى الله عليه وآله وسلم).
فلو دامت تلك الاحوال، وهم أولياء السلطة المطلقة والرئاسة الروحانية، لما أبقوا للاسلام عيناً ولا أثراً، لكن ثار الحسين (عليه السلام) فادياً دين الله عز وجل بنفسه وأحبائه