نام کتاب : لا تخونوا الله والرسول نویسنده : البيّاتي، صباح جلد : 1 صفحه : 28
المؤمنين (عليه السلام)لم يبايع أبا بكر طيلة ستة أشهر ، وليست قضية ميراث الزهراء (عليها السلام) من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هي السبب في تأخر بيعة أمير المؤمنين لابي بكر ـ كما يوحي كلام أبي بكر بذلك وكما ادعى البعض ـ إذ أن كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) يؤكد أن السبب هو استبداد أبي بكر بالامر من مستحقيه الحقيقيين .
أما لماذا بايع أمير المؤمنين في نهاية الامر ; فلانه نظر إلى مصلحة الاسلام العليا فقدمها على حقه خوفاً من ذهاب الاسلام كله بحدوث فتنة لا تبقي ولا تذر ، ففضل التضحية بشطر الامر بدلاً من التضحية بكله ، وقد بين سيدنا الامام شرف الدين (قدس سره) الامر بشكل جلي حيث قال :
السلف الصالح لم يتسنَّ له أن يقهرهم يومئذ على التعبد بالنص فرقاً من انقلابهم إذا قاومهم وخشية من سوء عواقب الاختلاف في تلك الحال ، وقد ظهر النفاق بموت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقويت بفقده شوكة المنافقين وعتت نفوس الكافرين وتضعضعت أركان الدين ، وانخلعت قلوب المسلمين وأصبحوا بعده كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية بين ذئاب عادية ووحوش ضارية ، وارتدت طوائف من العرب ، وهمت بالردة أُخرى... فأشفق علي (عليه السلام) في ذلك الظرف أن يظهر إرادة القيام بأمر الناس مخافة البائقة وفساد العاجلة ،
نام کتاب : لا تخونوا الله والرسول نویسنده : البيّاتي، صباح جلد : 1 صفحه : 28