responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب وعتاب نویسنده : قيس بهجت العطار    جلد : 1  صفحه : 201
ونحن بين هذين الصحيحين، الصحيح الناصّ على ضرب عمر لضبيع التميمي وجهلهه بإجابته، وبين الصحيح الناص على إجابات أمير المؤمنين (عليه السلام) لابن الكواء، لا يسعنا إلاّ أن نقول بوجود مدرستين وطائفتين ونهجين، أحدهما يجتهد لجهله ويتزعمه عمر، والثاني يتعبد التعبد المحض ويتزعمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، لعلمه المستقى من رسول الله، فهل يبقى بعد ذلك شك وريب؟!

(4) تفريقه بين التدوين والكتابة

حاول الكاتب وتحت عنوان "شبهة التأخر في تدوين السنة النبوية والرد عليها" أن يدفع الإشكال المحكم الذي يتوجه على مدوّنات أبناء العامة من وجود فاصلة زمينة كبيرة بين عصرة النّبوة وبين عصر التدوين، حاول أن يرد ذلك عبر التفريق الدقّي بين التدوين والكتابة، مدّعياً أن الكتابة والمكتوبات كانت موجودة منذ عصر النّبي (صلى الله عليه وآله) حتى زمن عمر بن عبد العزيز الذي كان التدوين بأمر منه.

قال وهو بصد ذلك: ان الكثيرين خلطوا بين النهي عن كتابة السنة وبين تدوينها حيث فهموا خطأ أنّ التدوين هو الكتابة، وعليه فإنّ السنة النبوية ظلت محفوظة في الصدور لم تكتب إلاّ في نهاية القرن الأول الهجري في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز.

ولو أنّ المعاصرين فهموا حقيقة الكتابة وحقيقة التدوين، وأدركوا الفرق بينهما لما تعارضت النصوص في فهمهم، ولما صح تشكيك أعداء الاسلام في السنة النبوية بدعوى تأخّر تدوينها، مدعين أنّه دخلها الزيف، لأنّ العلم الذي يظل قرنا دون تسجيل لابد وان يعتريه تغيير ويدخله التحريف، فان الذهن يغفل والذاكرة تنس، أمّا القلم فهو حصن أمان لما يدون به[1]... ثم نقل عن معاجم اللغة ان الكتابة مأخوذة من كَتَبَ بمعنى خطّ، وأن التدوين


[1] كتابه1: 350 ناقلا ـ كما هو دأبه ـ ذلك عن "السنة النبوية، مكانتها، عوامل بقائها، تدوينها" لفضيلة الاستاذ الدكتور عبد المهدي عبد القادر: 94 - 96.

نام کتاب : كتاب وعتاب نویسنده : قيس بهجت العطار    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست