نام کتاب : قراءة في رسالة التنزيه (للسيد محسن الأمين) نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 111
الإشكال الثاني اللحنُ في القراءة
قال السيّد محسن الأمين: "وجلّهم ـ أي قرّاء التعزية ـ يتلو الحديث ملحوناً"[1] .
وهذا الإشكال وارد على الخطباء قطعاً، فإنّ أكثرهم لا يراعي قواعد اللغة عند تحدّثه باللغة العربيّة الفصحى ونقله للأحاديث الشريفة والأبيات الشعريّة; وذلك ناشىء من عدم دراستهم لقواعد اللغة، وعدم تدريبهم على مراعاة هذه القواعد التي تحتاج إلى بعض الوقت من أجل ضبطها، وتسرّعهم في ارتقاء المنبر الحسينيّ قبل تسلّطهم الكامل على اللغة العربيّة.
وهذا الإشكال لم يقتصر على زمان السيّد الأمين، بل نشاهده في أيامنها هذه أيضاً، فقد زرتُ في شهر شعبان سنة 1420هـ إحدى المعاهد العلميّة التي تعتني بتدريب طلبة الحوزة العلميّة في مدينة قم المقدّسة وتعليمهم فنّ الخطابة، وكان من عادتهم أن يرتقي المنبر كلَ يوم جمعة أحد المتعلّمين لهذا الفنّ ويقرأ مجلس التعزية أمام الضيوف ومسؤول المعهد.
وفي اليوم الذي حضرتُ في ذلك المعهد، ارتقى المنبر شابٌ وسيم في الثلاثين من عمره من أهالي جنوب العراق، وبدأ بقراءة بعض الأبيات الشعرية باللغة العاميّة، وقد كان هذا الشاب يتمتّع بصوت شجيّ، أثّر في الحاضرين تأثيراً كبيراً، خصوصاً أنّه قرأ بصوته الشجيّ أبياتاً تُذكّر بالأهل والأحبّة وفراق الوطن والحنين إلى