أخرج البخاري في صحيحه من كتاب التيمّم
، باب المتيمّم هل ينفخ فيهما :
قال : جاء رجل إلى عمر بن الخطّاب ، فقال
: إنّي أجنبتُ فلم أصبِ الماءَ ، فقال عمّار بن ياسر لعمر بن الخطاب : أمَا تذكر
أنّا كنَّا في سفر أنا وأنتَ ... الحديث.
وهو كما ترى حذف منه البخاري « فقال عمر
: لا تُصلِّ » لأنّها أربكت ولا شكّ البخاري ، فحذفها وتخلّص منها لئلا يكشف
للنّاس عن مذهب عمر الذي كان يرتئيه في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واجتهاده
مقابل نصوص القرآن والسنّة ، وبقاءه على مذهبه هذا حتّى بعدما أصبح أميراً
للمؤمنين ، وأخذ ينشر مذهبه في أوساط المسلمين ، وقد قال ابن حجر : « هذا مذهبٌ
مشهور عن عمر »[١]
، والدّليل على أنّه كان يشدّد على ذلك قول عمّار له : إن شئت لم أحدّث به. فاقرأ
وأعجب!!
٢ ـ أخرج الحاكم النيسابوري في المستدرك
من جزئه الثاني صفحة ٥١٤ ، وصحّحه الذهبي في تلخيصه.
عن أنس بن مالك قال : إنّ عمر بن
الخطّاب قرأ على المنبر قوله : ( فَأَنْبَتْنا فِيها
حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدائِقَ غُلْباً * وَفاكِهَةً
وَأَبّاً )
قال : كلّ هذا عرفناه فما الأَبُّ؟ ثمّ قال : هذا لعمر الله هو التكلّف ، فما عليك
أن لا تدري ما الأبُّ ، اتبعوا ما بيّنَ لكم هداه من الكتاب فاعملوا به ، وما لم
تعرفوه فكلوه إلى ربّه.