الخليفتين ، وإلاّ
لماذا يُكذَب النّاس وهم صَحابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وما يقولُه لهم ، حتّى يقول في المرّتين : أُومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر ، ثمّ
أنظر كيف يؤكّد الرّاوي على عدم وجود أبي بكر وعمر في المرّتين!!
إنّها فضائل مضحكة ولا معنى لها ، ولكنّ
القوم كالغرقى يتشبثون بالحشيش ، والوضّاعون عندما لم يجدوا مواقف أو أحداث هامة
تُذكر لهما تتخيّلُ أوهامهم مثل هذه الفضائل ، فيجي أغلبها أحلاماً وأوهاماً
وتأوّلات لا تقوم على دليل تاريخي أو منطقي أو علمي.
كما أخرج البخاري في صحيحه من كتاب
فضائل أصحاب النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
باب قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
: لو كنت متخذاً خليلا ، ومسلم في صحيحه من كتاب فضائل الصّحابة ، باب من فضائل
أبي بكر الصديق.
عن عمرو بن العاص ، أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعثَهُ على
جيش ذات السلاسل ، فأتيتُه فقُلتُ : أيُّ النّاسِ أحبُّ إليكَ؟ قال : « عائشة » ، فقلتُ
: من الرّجالِ؟ قال : « أبُوها » ، قلت : ثمّ من؟ قال : « عمر بن الخطّاب » ، فعدّ
رجالا.
وهذه الرّواية وضعها الوضّاعون ، لمّا
عرفوا أنّ التاريخ سجّل في سنة ثمان من الهجرة ( يعني سنتين قبل وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم ) بأنّ رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بعث جيشاً فيه أبو بكر وعمر بقيادة عمرو بن العاص إلى غزوة ذات السّلاسل ، وحتى
يقطعوا الطريق على من يريد القول بأنّ عمرو بن العاص كان مقدّماً في المنزلة على
أبي بكر وعمر ، تراهم اختلقوا هذه الرواية على لسان عمرو نفسه للإشادة بفضل أبي
بكر وعمر ، وأقْحمُوا عائشة حتّى يبعِدُوا الشكّ من ناحية ، وحتّى تحظى عائشة
بأفضلية مطلقة من ناحية أُخرى.
ولذلك ترى الإمام النووي في شرحه لصحيح
مسلم يقول : « هذا تصريح