لِما لهذين الكتابين من أهمّية بالغة
لدى أهل السنّة والجماعة ، حتّى أصبحا عند عامّة المسلمين المرجعين الأساسيّين ، والمصدرين
الأوّلين في كلّ المباحث الدينية ، وأصبح من العسير على بعض الباحثين أن يصرّحوا
بما يجدوه من تهافت وتناقض ومنكرات ، فيتقبّلونها على مضض ولا يكاشفون بها قومهم
خشيةً منهم أو خشيته عليهم ، لما في نفوسهم من احترام وتقديس لهذين الكتابين ، والحقيقة
أنّ البخاري ومسلم ما كان يوماً يحلمان بما سيصل إليه شأنهما عند علماء النّاس
وعامّتهم.
ونحن إذا قَدِمنا على نقدهما ، وتخريج
بعض المطاعن عليهم ، ليس ذلك إلاّ لتنزيه نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم
وعدم الخدش في عصمته ، وإذا كان بعض الصّحابة لم يَسلم من هذا النقد والتجريح
للغرض نفسه ، فما البخاري ومسلم بأفضل من أولئك المقرّبين لصاحب الرسالة.
وما دُمنا نهدفُ إلى تنزيه النّبي
العربي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ونحاول جهدنا إثبات العصمة له ، وأنّه أعلم وأتقى البشر على الإطلاق ، ونعتقدُ
أن الله سبحانه وتعالى اصطفاه ليكون رحمة للعالمين ، وأرسله للنّاس كافة من الإنس
والجنّ ، فلا شكّ أنّ الله يطالبنا بتنزيهه وتقديسه وعدم قبول المطاعن فيه ،