فأحالني على صحيح
البخاري وصحيح مسلم ، واطّلعت على تلك الأحاديث ، ولم تزدني إلاّ يقيناً بالمؤامرة
التي دبّرها الأمويّون لتغطية الحقائق ، ولستر فضائحهم من جهة ، ولضرب عصمة
الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
من جهة أُخرى.
ووجدت بعدها روايات كثيرة ترمي إلى نفس
الهدف ، وحتّى يطمئن المتآمرون فقد اختلقوا أكثر من ذلك على لسان ربّ العالمين ،
فقد أخرج البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى يريدون أن
يبدّلوا كلام الله :
عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « قال
رجُلٌ لم يعملْ خيراً قطٌّ ، فإذا ماتَ فحرِّقُوهُ وأذرُوا نصفَهُ في البرِّ
ونصْفَهُ في البحْرِ ، فوالله لئن قدَر الله عليه ليعذِّبنّهُ عذاباً لا
يُعَذِّبُهُ أحداً من العالمين ، فأمَرَ الله البحرَ فجمع ما فيه ، وأمر البرَّ فَجَمَعَ
ما فيهِ ، ثمّ قال : لم فعلتَ؟ قال : من خَشْيَتِكَ وأنتَ أَعلم! فغَفَرَ لَهُ ».
وعنه أيضاً في نفس الصفحة ، قال أبو
هريرة : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، قال : « إنّ عبداً أصاب ذْنباً ، وربّما قال أذنب ذنباً ، فقال : ربّ أذنْبتُ
ذنباً ، وربّما قال : أصبتُ فاغفِرْ.
فقال ربُّهُ : أعَلِمَ عبدي أَنَّ له
ربّاً يغفِرُ الذَّنبَ ويأخذُ به؟ غَفَرْتُ لعبدي ، ثمّ مَكثَ ما شاء الله ، ثمّ
أصاب ذنباً أو أذنب ذنباً ، فقال : ربِّ أذنبتُ أو أصبتُ آخر فاغفرهُ ، فقال :
أعلمَ عبدي أنّ له ربّاً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرتُ لعبدي ، ثمّ مكثَ ما شاء الله
، ثمّ أذنب ذنباً وربّما قال أصاب ذنباً ، فقال : ربّ أصبتُ أو قالَ : أذنبتُ آخر
فاغفر لي ، فقال : أعلمَ عبدي أنّ له ربّاً يغفِرُ