الخلافة ، وما أدراك ما الخلافة! فهي
التي جعلها الله فتنة الأُمة ، وهي التي قسمتْها وأَطمعت فيها الطّامعين ، وهي
التي أهرقت في سبيلها الدّماء البريئة ، وهي التي كفر من أجلها مسلمون ، فأغرتهمُ
وأبعدتهم عن الصراط المستقيم وأدخلتهم نار الجحيم ، ولا بُدَّ لنا من دراسة تكون
على اختصارها محيطة بالخفايا والملابسات ، التي كانت الخلافة مسرحاً لها قبيل وبعد
وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وأوّل ما يتبادر للأذهان أنّ الزعامة
عند العرب كانت من الأُمور الضرورية في كلّ العصور ، فتراهم يقدّمون رئيس القبيلة
أو زعيم العشيرة على أنفسهم ، فلا يبرمون أمراً دونه ، ولا يتخذون قراراً إلاّ
بمشورته ، ولا يسبقونه بالقول.
فزعيم العشيرة هذا عادة ما يكون أكبرهم
سنّاً ، وأعلمهم بالأمور ، وأشرفهم حسباً ونسباً.
ويبدو أنّ هذا الرئيس يبرز من خلال
الأحداث في عشيرته ، وممّا يظهر عليه من ذكاء وفطنة ، وشجاعة وعلم بالأُمور ،
وسخاء وإكرام الضيف ، وغير ذلك من الخصال الحميدة ، ولكن في أغلب الأحيان هي