سيّدة النّساء بمن
فيه من الصّحابة المتخلّفين عن البيعة[١]
، وإذا كان حرق علي وفاطمة والحسن والحسين ونخبة من خيرة الصّحابة الذين امتنعوا
عن البيعة أمراً هيّناً عليهما ، فليس قتال مانعي الزّكاة إلاّ أمراً ميسوراً ، وما
قيمة هؤلاء الأعراب الأباعد مقابل العترة الطّاهرة والصّحابة الأبرار!!
أضف إلى ذلك أنّ هؤلاء المتخلّفين عن
البيعة يرون أنّ الخلافة هي حقّ لهم بنصّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وحتّى على فرض عدم وجود النصّ عليهم فمن حقّهم الاعتراض والنقد والإدلاء بآرائهم
إنْ كان هناك شورى كما يزعمون ، ومع ذلك فإنّ تهديدهم بالحرق أمرٌ ثابتٌ بالتّواتر
، ولولا استسلام عليّ وأمره للصّحابة بالخروج للبيعة حفاظاً على حقن دماء المسلمين
ووحدة الإسلام لما تأخّر القائمون بالأمر عن إحراقهم.
أمّا وقد استتب الأمر لهم ، وقويت
شوكتهم ، ولم يعدْ هناك معارضة تذكر بعد موت الزّهراء ومصالحة عليّ لهم ، فكيف
يسـكتون عن بعض القبائل التي امتنعتْ عن دفع الزّكاة لهم بحجّة التريّث حتى
يتبيّنوا أمر الخلافة ، وما وقع فيها بعد نبيهم صلىاللهعليهوآلهوسلم
، تلك الخلافة التي اعترف عمر نفسه بأنّها فلتة[٢].
[١] الإمامة
والسياسة لابن قتيبة ١ : ٣٠ ، العقد الفريد ٥ : ١٣ في الذين تخلّفوا عن بيعة أبي
بكر ، تاريخ أبي الفداء ١ : ٢١٩ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٨ : ٥٧٢ بسند حسن ، كنز
العمال ٥ : ٦٥١ ح ١٤١٣٨ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢ : ٤٥ ، فقد ورد فيها
تهديد عمر بإحراق الدار.
[٢] صحيح البخاري ٨
: ٢٦ كتاب المحاربين من أهل الكفر والردّة ، باب رجم الحبلى من الزنا.