حياءً من العذراء في
خدرها ، كما أخرج ذلك البخاري ومسلم[١]
، وقد صرّح الشيخان البخاري ومسلم بأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
لم يكن فاحشاً ولا مُتفحّشاً ، وكان يقول : « إنّ من خياركُمْ أحسنكم أخلاقاً »[٢] فمابال صحابته المقرّبين لم يتأثّروا
بهذا الخلق العظيم؟
أضف إلى كلّ ذلك بأنّ أبا بكر لم يمتثل
أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
عندما أمّر عليه أُسامة بن زيد ، وجعله من جملة عساكره ، وشدّد النكير على من تخلّف
عنه ، حتى قال : « لعن الله من تخلّف عن جيش أُسامة »[٣] ، وذلك بعدما بلغه صلىاللهعليهوآلهوسلم طعن
الطاعنين عليه في مسألة تأمير أُسامة ، التي ذكرها جلّ المؤرّخين وأصحاب السير.
كما أنّه سارع إلى السّقيفة وشارك في
إبعاد علي بن أبي طالب عن الخلافة ، وترك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
مُسجّى بأبي هو وأُمّي ، ولم يهتمّ بتغسيله وتكفينه وتجهيزه ودفنه ، متشاغلا عن
كلّ ذلك بمنصب الخلافة والزعامة التي أشرأبّتْ لها عنقه ، فأين هي الصّحبة
المقرّبة ، والخلّة المزعومة؟! وأين هو الخلق؟!
وأنا أستغرب موقف هؤلاء الصّحابة من
نبيّهم الذي قضى حياته في هدايتهم وتربيّتهم والنصح لهم ( عَزِيزٌ
عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ
[١] صحيح البخاري ٤
: ١٦٧ كتاب المناقب ، باب صفة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، صحيح مسلم ٧ : ٧٨ كتاب الفضائل باب كثرة حيائه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[٢] صحيح البخاري ٤
: ١٦٦ كتاب المناقب ، باب صفة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، صحيح مسلم ٧ : ٧٨ كتاب الفضائل باب كثرة حيائه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[٣] كتاب الملل
والنحل للشهرستاني ١ : ٢٣ المقدّمة الرابعة.