هذا هو الهدف المنشود ، والله وحده هو
المعبود ، وهو الهادي عباده إلى سواء الصراط.
وما دام هدفنا سليماً ، فما قيمة اعتراض
المعترضين والمتعصّبين الذين لا يعرفون إلاّ السّباب والشتائم بحجّة الدفاع عن الصّحابة
، وهؤلاء لا نلومهم ولا نحقد عليهم بقدر ما نرثي لحالهم; لأنّهم مساكين منعهم حسنُ
ظنّهم بالصّحابة وحجبَهم عن الوصول للحقيقة ، فما أشبههم بأولاد اليهود والنّصارى
الذين أحسنوا الظنّ بآبائهم وأجدادهم ، ولم يكلّفوا أنفسهم جهد البحث في الإسلام ،
معتقدين بمقالة أسلافهم بأنّ محمّداً كذّابٌ ، وليس هو بنبىّ ، قال تعالى : ( وَمَا
تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ
الْبَيِّنَةُ )[١].
وبمرور القرون المتتالية أصبح من العسير
اليوم على المسلم أن يُقنع يهوديّاً أو نصرانيّاً بعقيدة الإسلام ، فما بالك بمن
يقول لهم بأنّ التوراة والانجيل اللذين يتدالونهما هما محرّفان ، ويستدلّ على ذلك
بالقرآن ، فهل يجد هذا المسلم آذاناً صاغية لديهم؟
وكذلك المسلم البسيط الذي يعتقد بعدالة
كلّ الصّحابة ، ويتعصّب لذلك بدون دليل ، فهل يمكن لأحد من النّاس أن يقنعه بعكس
ذلك؟
وإذا كان هؤلاء لا يطيقون جرح ونقد
معاوية وابنه يزيد ، وأمثالهم كثير الذين شوّهوا الإسلام بأعمالهم القبيحة; فما
بالك إذا كلّمتهم عن أبي بكر وعمر وعثمان ( الصديق والفاروق ومن تستحي منه
الملائكة ) ، أو عن عائشة