ولنا بعد القرآن والسنّة شهادة أُخرى قد
تكون أوضح وأصرح; لأنّها ملموسة ومحسوسة ، عاشها النّاس وشاهدوها وتفاعلوا معها ، فأصبحت
تاريخاً يُدوّن ، وأحداثاً تحفظ وتكتب.
وإذا قرأنا كتب التاريخ عند أهل السنّة
والجماعة كالطبري ، وابن الأثير ، وابن سعد ، وأبي الفداء ، وابن قتيبة ، وغيرهم
لرأينا العجب العُجاب ، ولأدركنا أنّ ما يقوله أهل السنّة والجماعة في عدالة
الصّحابة ، وعدم الطّعن في أىّ واحد منهم ، كلام لا يقوم على دليل ، ولا يقبله
العقل السّليم ، ولا يوافق عليه إلاّ المتعصّبون الذين حجبت الظلمات عنهم النور ، ولم
يعودوا يفرّقون بين محمّد النبىّ صلىاللهعليهوآله
المعصوم ، الذي لا ينطق عن الهوى ولا يفعل إلاّ الحق وبين صحابته الذين شهد القرآن
بنفاقهم وفسقهم وقلّة تقواهم ، فتراهم يدافعون عن الصّحابة أكثر ممّا يدافعون عن
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وأضرب لذلك مثلا :
عندما تقول لأحدهم بأنّ سورة عبسَ
وتولَّى لمْ يكن المقصود بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وإنّما المقصود بها أحد كبار الصّحابة الذي عاتبه الله على تكبّره ، واشمئزازه
عند رؤيته الأعمى الفقير ، فتراه لا يقبل بهذا التفسير ويقول : ما محمّد إلاّ بشرٌ
، وقد غلط مرات عديدة ، وعاتبه ربّه في أكثر من موقع ، وما هو بمعصوم إلاّ في
تبليغ القرآن ، هذا رأيهُ في رسول الله!
ولكنّك عندما تقول بأنّ عمر بن الخطاب
أخطأ في ابتداعه لصلاة التّراويح التي نهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
عنها ، وأمر النّاس بالصلاة في بيوتهم فُرادى إذا كانت الصلاة نافلة ( أي غير
المكتوبة ) تراه يدافع عن عمر بن