منبر ، عن أبي سعيد
الخدري قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلّى ، فأوّل شيء يبدأ به الصّلاة ، ثمّ بعد ذلك
يعظ النّاس ، فلم يزل النّاس على ذلك حتّى خرجتُ مع مروان ، وهو أمير المدينة في
أضحى أو فطر ، فأراد أن يرتقي المنبر قبل أن يُصلّي ، فجذبتُ بثوبه ، فجذبني
فارتفع فخطب قبل الصّلاة ، فقلت له : غيّرتم والله ، فقال : أبا سعيد قد ذهب
ماتعلم ، فقلت : ما أعلَمُ والله خيرٌ ممّا لا أعلم ، فقال : إنّ الناس لم يكونوا
يجلسون لنا بعد الصّلاة ، فجعلتها قبل الصّلاة. ( صحيح البخاري ٢ : ٤ ).
إذا كان الصحابة في عهد أنس بن مالك ،
وعلى عهد أبي الدرداء ، وفي حياة مروان بن الحكم ، وهو عهد قريب جدّاً بحياة
الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
; يغيّرون سنن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ويضيّعون كلّ شيء حتّى الصّلاة ـ كما سمعت ـ ، ويقلّبون سنن المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم لمصالحهم
الخسيسة ، وهي أنّ بني أُمية اتخذوا سنّة سبّ ولعن علي وأهل البيت على المنابر بعد
كلّ خطبة ، فكان أكثر النّاس في عيد الفطر والأضحى عندما تنتهي الصّلاة يتفرّقون ،
ولا يحبّون الاستماع إلى الإمام يلعن عليّ بن أبي طالب وأهل البيت ، ولذلك عمد بنو
أُميّة إلى تغيير سنّة النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وقدّموا الخطبة على الصّلاة في العيدين; ليتسنّى لهم سبّ ولعن علي بمحضر
المسلمين كافّة ، ويُرغِمُون بذلك أُنوفَهم ، وعلى رأس هؤلاء معاوية بن أبي سفيان
، فهو الذي سنَّ لهم تلك السنّة التي أصبحتْ عندهم من أعظم السنن التي يتقرّبون
بها إلى الله ، حتى إنّ بعض المؤرّخين حكى أنّ أحد أئمّتهم أتَمَّ خطبتَه في يوم
الجمعة ، ونَسيَ لعن علي وهمّ بالنزول للصّلاة ، فإذا النّاس يتصايحون من كلّ جانب
: تركت السُنّة! نسيت السُنّة! أين هي السنّة؟!