الصحابة
تجاه أوامر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته
ولنبدأ بالأوامر التي أمر بها صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته ،
والتي قُوبلتْ بالتمرّد والعصيان من قبل هؤلاء الصّحابة.
وسوف لن نتحدّثْ إلاّ بما أخرجه البخاري
في صحيحه روماً للاختصار ، وضارباً على بقية صحاح أهل السنّة صفحاً ، وإلاّ فإنّ
فيها أضعاف الأضعاف ، وبعبارات أكثر وضوحاً ، وأكثر تحدّياً.
أخرج البخاري في صحيحه من جزئه الثالث
في باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحروب من كتاب الشروط ، وبعد ما أورد
البخاري قصة صلح الحديبية ، ومعارضة عمر بن الخطّاب لما وافق عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وشكّه فيه
حتّى قال له صراحة : أَلسْتَ نبيّ الله حقّاً؟ إلى آخر القضيّة. قال البخاري :
فلمّا فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
لأصحابه : « قوموا فانحروا ثمّ أحلقوا » ، قال : فوالله ما قام منهم رجلٌ حتّى قال
ذلك ثلاث مرّات ، فلم يقم منهم أحدٌ ، فدخل على أُمّ سلمة فذكر لها ما لقي من
النّاس. ( صحيح البخاري ٣ : ١٨٢ )!!
ألا تعجب أيّها القارئ من تمرّد
الصّحابة وعصيانهم تجاه أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ورغم تكرار الأمر ثلاث مرات فلم يستجب له منهم أحد؟!
ولا بدّ هنا من ذكر محاورة دارت بيني
وبين بعض العلماء في تونس بعد صدور كتابي « ثمّ اهتديت » ، وأنّهم قرأوا فيه
تعليقي على صلح الحديبية ، فعلّقوا بدورهم على هذه الفقرة بقولهم : إذا كان
الصّحابة قد عصوا أمر